التفسير:

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ... ) .

الفلق: جميع الخلق، لأن كل مخلوق يتولد من غيره، وينفلق عنه، كما تنفلق الحبّة عن الشجرة، والكمّ عن الزّهرة، والزّهرة عن الثمرة، والرّحم عن الجنين.. وهكذا مما نعلم من المخلوقات.. ومنه قوله تعالى:

«إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى» وقوله تعالى: «فالِقُ الْإِصْباحِ» لأن الإصباح يخرج من أحشاء الظلام، كما يخرج الجنين من رحم الأمّ.

والاستعاذة: التعوذ، واللّجأ إلى من يستعاذ به طلبا للحماية، ودفعا للسوء، والمكروه.

والغاسق: اللّيل وظلامه المائج فيه.. والغسق ظلمة الليل..

وأصل الغسق، السّيلان، والتدفق، يقال غسقت القرحة إذا جرى صديدها وتدفق، ومنه «الغسّاق» وهو صديد أهل النار.

والوقوب، والوقب: الدخول، ومنه النّقرة، لأنه يدخل فيها غيرها من الأشياء، والغاسق إذا وقب، أي الليل إذا هجم، ودخل على النهار فأجلاه عن مكانه.

والنفاثات: من النّفث، وهو النّفخ بالفم فى الشيء.. وهو جمع نفّاثة مبالغة فى النّفث، أي كثير النّفث، مثل علّامة، وفهّامة.. ويجوز أن يكون جمع مؤنث..

والعقد: جمع عقدة، وهى ما يعقد بها على الشيء، لربطه، وإحكامه، ومنه اليمين المنعقدة، وهى التي تقع عن نية وقصد، ومنه عقد البيع الذي يتم بين المتبايعين، وعقدة النكاح التي تتمّ بين الزوجين.

وقوله تعالى:

«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015