أي هذه التذكرة- وهى آيات الله- هى فى صحف مكرمة عند الله، وهى صحف مطهرة فى مقام عال لا يرقى إليها فيه دنس.. والصحف المكرمة المطهرة، صحف اللوح المحفوظ..
قوله تعالى: «مرفوعة» أي عالية القدر، مطهرة من كل نقص أو عيب..
وقوله تعالى: «بأيدى سفرة» أي أنها محمولة من اللوح المحفوظ إلى رسل الله بأيدى ملائكة، يسفرون بها بين الله سبحانه وتعالى، وبين رسله، فهم سفراء الله إلى الرسل..
والبررة، جمع بارّ، وهو التقىّ النقي، المبرأ من الدنس والرجس..
هذا، وفى هذه الآيات التي ووجه فيها النبىّ- صلوات الله وسلامه عليه- بهذا العتاب الرحيم الرفيق من ربه- ما نود أن نقف عنده:
فأولا: أن قدر الإنسان ومنزلته، هى فيما فى عقله من بصيرة، وما فى قلبه من استعداد لتقّبل الخير والإقبال عليه.. وأن رجلا فقيرا أعمى يحمل مثل هذا العقل وذلك القلب، ليرجح ميزانه المئات والألوف من الذين عميت بصائرهم، وزاغت قلوبهم، ولو كانوا فى الناس سادة، وقادة، بمالهم، وجاههم وسلطانهم..
روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تألف من تألف من قادة قريش وزعمائها مما أفاء الله عليه من أموال هوازن، مثل عيينة بن حصن، وأبى سفيان، ومعاوية، والأقرع بن حابس وغيرهم- سأله بعض أصحابه فى شأن جعيل بن سراقة، وأنه من فقراء المسلمين، ومن أهل البلاء فيهم..
فقال صلوات الله وسلامه عليه: