مستوفية الزمن الذي بينه الله سبحانه وتعالى، كما ستبين الآيات بعد ذلك، وذلك فى شأن الزوج المدخول بها، وله أن يراجعها قبل انقضاء العدة إذا لم يكن قد طلقها ثلاثا.. ويكون بعد انقضاء العدة فى هذه الحال، كأحد الخطّاب، فإن كان قد طلقها ثلاثا، فلا تحل له إلا بعد زواج من غيره وطلاق وانقضاء عدة..

قوله تعالى: «وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ» - هو دعوة للرجال خاصة، إلى تقوى الله فى هذا الموقف، وألا يكون الطلاق عن عدوان، أو انتقام، أو اتباع لشهوة عارضة، أو نزوة طارئة، فإن الرسول- صلوات الله وسلامه عليه- يقول:

«إن من أبغض الحلال إلى الله الطلاق» .

وقوله تعالى: «لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ» .. هو نهى للرجال عن أن يخرجوا مطلقاتهم قبل انقضاء العدة، بل ينبغى أن يمسكوهن فى بيت الزوجية، فإنهن زوجات إلى أن تنقضى العدة.

وفى إضافة بيوت الأزواج إلى الزوجات- ما يدخل فى شعور كلّ من الرجل والمرأة، أن الزوجية لا تزال قائمة بينهما فى أثناء العدة، وأن الزوجة ما زالت فى بيتها، بيت الزوجية، وهذا من شأنه أن يجعل المسافة النفسية قريبة بينهما، وأن يكون ذلك داعية إلى إصلاح ذات البين، وإزالة أسباب الفرقة..

فالمرأة فى أثناء العدة لا تزال فى بيتها، بيت الزوجية، وليست غريبة عنه، وهى بهذا الشعور تتصرف كما كانت تتصرف قبل إيقاع الطلاق عليها.. وهذا مدخل واسع إلى المصافاة، وإصلاح ما بالنفوس..

قوله تعالى: «وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ» ..

قيل فى معنى الفاحشة المبينة هنا أقوال.. منها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015