أن ما يتمتع به الكافرون من متع فى اتصال الرجال بالنساء، هو عند الكافرين متعة حيوانية، يستجيبون فيها لغريزة الحيوان لحفظ النوع.. على حين أن المؤمنين يجدون فى قضاء هذه المتعة شيئا أكثر من حفظ النوع.. إنهم يرونها نعمة من نعم الله، كما يرون فيها بعض قدرة الله فى خلق الإنسان، وتطوره فى هذا الخلق، من ماء دافق، إلى إنسان رشيد عاقل..
فقوله تعالى: «يَتَمَتَّعُونَ» أي يتناكحون، وينزو الذكر منهم على الأنثى كما ينزو ذكر الحيوان على أنثاه.
فمتعتهم الجنسية متعة حيوانية، لإشباع حاجة الجسد، وحفظ النوع..
وأكلهم أكل حيوانى، لإشباع البطون، وحفظ الحياة..
وتبدو لنا من الآية الكريمة صورة مسعدة مشرقة، لأولئك الذين يعيشون فى هذه الدنيا على ذلك الزاد الطيب من المعاني الكريمة، والمثل الرفيعة، والمبادئ القويمة، وإن فاتهم كل شىء من ماديات الحياة ومتاعها..
إنهم فى نعيم يملأ حياتهم المقفرة من متاع الدنيا، بألوان من البهجة والمسرة، لا يجد أحد مثلها إلا فى الجنة التي وعد الله المتقين من عباده.. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: «وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ» (26: الرعد) قوله تعالى:
«وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ» ..
هو تهديد للمشركين من قريش، الذين آذوا النبىّ- صلوات الله وسلامه عليه- وآذوا أهله وأصحابه، حتى اضطر- صلوات الله وسلامه عليه- إلى