ومن هذا العبارات وأمثالها يقيم قسّ الأدلة والبراهين على وجود إله قائم على هذا الكون.. فإذا جاء إلى الموت لم ير فيه إلا حكما واقعا على الأحياء، وأنه سفر بلا عودة، وذهاب ولا إياب.. وينسب إليه أنه كان يقول:

فى الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر

ورأيت قومى نحوها ... يمضى الأكابر والأصاغر

أيقنت أنى لا محا ... لة حيث صار القوم صائر

لا يرجع الماضون لا ... ولا يبقى من الباقين ناظر

فهو- كما ينطق هذا الشعر- لا يرى عودة للموتى، وإن كان يرى أن لا بقاء لحىّ فى هذه الحياة.!

قوله تعالى:

«أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ» .

هو تهديد لهؤلاء المشركين المكذبين برسول الله، وبما يتلو عليهم من آيات الله،. وأنهم ليسوا أحسن حالا من قوم تبع الذين أهلكهم الله وبدد شملهم، فلم يغن عنهم ما كانوا فيه من عزة وقوة ومنعة..

وقوم تبع، هم الذين كانوا يسكنون اليمن، قبل أن يشملها الخراب والدمار، بانهيار سدّ مأرب.. وتبّع هو الجدّ الأعلى لقومه..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015