وقوله تعالى: «إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ» - إشارة إلى أن قوة هؤلاء الأقوياء، هى ضعف وخذلان، أمام قوة الله التي لا تدفع، وأن عذابه شديد لا يعدّ هذا العذاب الذي يسوقه الظالمون إلى ظالميهم، شيئا، بالنسبة إلى عذاب الله الذي يسوقه إليهم..
قوله تعالى:
«وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ» وهذا مثل من أمثلة الظالمين، الذين لو نظر هؤلاء المشركون إلى الوراء قليلا لرأوا صورتهم ممثلة فيهم.. فهم وفرعون على سواء فى الغطرسة، والكبر، والعناد..
والقرآن الكريم يجمع كثيرا فى قصصه، بين المشركين من قريش، وبين فرعون، لما بينهم وبينه من مشابه كثيرة، من كبر، وأنفة، وجاهلية مغرورة حمقاء..
والآيات البينات: هى المعجزات التي كانت مع موسى، من العصا، واليد..
والسلطان المبين: هو الاعجاز القاهر الذي بين يديه من هذه المعجزات..
هذا، «وقارون» وإن كان من قوم موسى، إلا أنه أضيف إلى فرعون، إذ كان على شاكلته، فى الاستعلاء، والطغيان..
قوله تعالى:
«فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا اقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ» ..