التفسير:
قوله تعالى:
«فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ» .
الحديث هنا إلى المشركين.. والحديث إليهم هو لطلب الجواب منهم على هذا السؤال، وهو: أهم أشد خلقا أم من خلق الله فى السموات والأرض، من ملائكة وإنس وجن وشياطين؟ إنهم قد اتخذوا الشياطين أولياء، ينصرونهم من دون الله، كما اتخذوا الملائكة شفعاء لهم عند الله.. وهذا يعنى أنهم يضعون أنفسهم فى منزلة التابع للسيد، والعبد للرب..
وهؤلاء المخلوقون، من جن وملائكة، هم عبيد لله، وقد خلقهم، وإنّ من يخرج منهم عن واجب الولاء والعبودية، يلقى عذابا ونكالا فى الدنيا والآخرة، كما فعل ذلك بالجن الذين أرادوا التسمّع إلى الملأ الأعلى، فرماهم الله بالصواعق المهلكة، وأعد لهم فى الآخرة عذابا أليما..
وإذن فهؤلاء المشركون ليسوا أشدّ من الجن بأسا، ولا أقوى قوة، وإنه ليس يعصمهم عاصم من بأس الله إن جاءهم..