عن موطن الخطر الذي تمثله منها.. أما مع يده، فكيف السبيل إلى مهرب منها؟ ولكنها إذ جاءت بعد تجربة العصا، وبعد أن ذهبت مخاوفه، فإن أمرها يكون هينا محتملا! وقوله تعالى: «فِي تِسْعِ آياتٍ» .. أي أن هذه الآية، آية اليد، واحدة من تسع آيات، أو في اطار من تسع آيات، هى جميعا أشبه بآية واحدة.. فى إعجازها، وتحديها لقوى البشر جميعا.. وهذا هو السر في حرف الجر «فى» الذي يفيد الظرفية.
وقوله تعالى: «إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ» .. الجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره: هذه اليد آية، تدخل في تسع آيات تحملها إلى فرعون وقومه.
وقد كانت الدعوة هنا موجهة إلى فرعون وقومه: «فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ» على حين جاء الأمر في بعض القصص بلقاء فرعون وملائه:
«فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ.. إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ» ..
(32: القصص) أما في سورة طه، فقد كانت الدعوة إلى فرعون وحده:
«اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى» .
والسرّ في هذا والله أعلم، أن موسى، حين لقى فرعون لأول مرة، لقيه فى حاشيته ثم مع سحر له، وما حشد من جموع ليوم المعركة، بين موسى، والسحرة.. ولم يظهر موسى من الآيات التي بين يديه، إلا العصا، ويده..
ولهذا كان الذين شهدوا هاتين الآيتين، هم أعداد قليلة.. هم فرعون وحاشيته، وخاصة أتباعه، فناسب أن يكون فرعون وحده، أو فرعون والملأ حوله هم الذين يذكرون في مواجهة هاتين المعجزتين.
أما الآيات التسع، وفيها العصا واليد، فقد شهدها القوم جميعا، ووقع