«سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً (22) وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً (23) إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً (24) .

«وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ.. أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ.. ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً» (26) .

والقصة بهذا التصوير الرائع المثير المعجز، تنقل القارئ إلى جوّها الممتدّ فى الزمن السحيق، من أول أن يبدأ العرض.. فلا يجد فرصة بعد هذا للانفصال عن هذا الجوّ، بل يظل فى رحلته تلك البعيدة فى أعماق الزمن، مبهور الأنفاس، مشدود الأحاسيس، متوتّر المشاعر.. حتى تنتهى القصّة ويسدل الستار!! فهؤلاء فتية.. فيهم شباب، وقوة ونضارة.. قد هدتهم فطرتهم السليمة منذ مطلع شبابهم، قبل أن يمتد بهم العمر، وينضح عليهم ما تفيض به بيئتهم من ضلالات وجهالات، وإذا هم يخرجون على مألوف قومهم، وينكرون ما عليه آباؤهم من كفر وإلحاد.

إن الشباب دائما، هو مطلع الثورات، ومهبّ ريحها، حيث التفتّح للحياة، والقدرة على التفاعل معها.. فإذا ولّى الشباب فهيهات أن تتحرك فى الإنسان رغبة إلى اتجاه غير الاتجاه الذي قطع فيه هذه المرحلة الممتدة من عمره..

وفى وصف القرآن الكريم لهم: «إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015