وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (39)
التفسير:
: «وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ» .
هذا عزاء وتسرية عن نوح.. من ربّه، بعد أن جابهه قومه بالقطيعة والتحدّى، بقولهم: «قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ» .. فقد لبث فيهم نوح.. كما يحدّث القرآن الكريم.. ألف سنة إلّا خمسين عاما، يدعوهم إلى الله، فما استقاموا له، ولا لانت قلوبهم القاسية! «فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ» .. والابتئاس: الحزن، والألم، أي لا تحزن ولا تتألم، لما يلقونك به من بهت وتكذيب، فقد عاقبهم الله أشدّ عقاب، وهو أنه أمسك بهم على الكفر، وحجزهم عن أن يكونوا من المهتدين المؤمنين! «وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ» .. وهذا عقاب آخر معجّل لهم فى الدنيا.. «إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ» .
وقوله تعالى: «بِأَعْيُنِنا» أي تحت رعايتنا وعنايتنا، وبتوفيقنا وتوجيهنا..