التفسير الحديث (صفحة 4934)

الدين» (?) وحديث عن أبي هريرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجدون الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقّهوا» وعلّق البغوي على هذا الحديث تعليقا لا يخلو من الوجاهة حيث قال: «والفقه هو معرفة أحكام الدين وهو ينقسم إلى فرض عين وفرض كفاية. ففرض العين مثل علم الطهارة والصلاة والصوم فعلى كلّ مكلّف معرفته. وكذلك كل عبادة أوجبها الشرع على واحد يجب عليه معرفتها ومعرفة علمها مثل الزكاة إن كان له مال وعلم الحج إن وجب عليه. وأما فرض الكفاية فهو أن يتعلم حتى يبلغ درجة الاجتهاد ورتبة الفتيا فإذا قعد أهل بلد عن تعلّمه عصوا جميعا. وإذا قام من كل بلد واحد بتعلمه سقط الفرض عن الآخرين وعليهم تقليده فيما يقع لهم من الحوادث» . ومما ساقه في صدد ذلك حديث نبوي جاء فيه «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم» وحديث عن أبي أمامة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم» (?) . وحديث عن ابن عباس قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيه واحد أشدّ على الشيطان من ألف عابد» (?) وأردف هذا بقول للشافعي وهو «طلب العلم أفضل من صلاة النافلة» (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015