الغبرة والقترة فيقول يا ربّ إنّك وعدتني ألّا تخزني يوم يبعثون فيقول الله إنّي حرّمت الجنّة على الكافرين» وروى مسلم عن عائشة «قالت يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرّحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه. قال لا ينفعه. إنّه لم يقل ربّ اغفر لي خطيئتي يوم الدّين» «1» حيث ينطوي في الحديثين توضيح نبوي لمدى بعض الآيات التي نحن في صددها يتسق مع التقريرات القرآنية المحكمة بأن مصير الكفار النار ولا يغني عنهم عمل ولا قرابة.
كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (109)
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110) قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111) قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسابُهُمْ إِلاَّ عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114)
إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (115) قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119)
ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ (120) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122)
(?) الأرذلون: كناية عن الطبقة الدنيا من الفقراء والصعاليك.
(2) افتح: بمعنى احكم أو اقض.
(3) الفلك المشحون: السفينة المملوءة.
وهذه حلقة ثالثة من سلسلة القصص احتوت قصة رسالة نوح عليه السلام لقومه. والقصة هنا أوسع شيئا مما جاء في سورة الأعراف والقمر مما اقتضته