وقال قتادة: هم الكهنة تسترق الجن السمع ثم يأتون (?) إلى أوليائهم من الإنس (?). وقال أبو إسحاق: قال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ثم قال: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} ثم قال: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ} كالمتصل بهذا. ثم أعلم أن الشياطين على من تنزل فقال: {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} (?).
223 - قوله: {يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} أي: يلقون ما سمعوه إلى الكهنة (?).
وقال الفراء: يلقون إلى كهنتهم السمع الذي سمعوا {وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} (?)؛ لأنهم يخلطون به كذبًا كثيرًا. وهذا كان قبل أن أوحي (?) إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعد ذلك: {فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} [الجن: 9].
قال الكلبي: يستمعون إلى السماء فيأتون بما استمعوا إلى كهنتهم (?).