التفسير البسيط (صفحة 9682)

آمن من أهل مكة، وهاجر ولم يكن قتل، ولا زنا {وَعَمِلَ صَالِحًا} يريد الفرائض] (?) {فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتَابًا} يريد: أي فضلتهم وقدمتهم على من قاتل نبيي عليه السلام، واستحل محارمي (?).

وعلى هذا معنى الآية: من آمن وأدى ما افتُرض عليه، ولم يكن ممن قتل وزنا، فإنه يصير إلى ما آتاه الله من التفضيل والتقديم على من قتل وزنا ثم تاب. وقال الكلبي: ومن تاب من الشرك وعمل صالحًا بعد التوحيد فإنه يتوب إلى الله متابًا، يقول: يجد عند الله متابًا (?).

وقال مقاتل: {وَمَنْ تَابَ} من الشرك {وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتَابًا} يعني: مناصحًا (?) لا يعود في شركه، ولا إلى ذلك الذنب (?).

هذا ما ذكره أهل التفسير في هذه الآية؛ وهو غير مقنع، ولا شاف. وكشف أرباب المعاني عن معنى الآية؛ قال صاحب النظم: ليس في نظم العرب، أن يقولوا: من قام وصلى فإنه يصلي صلاة؛ لأنه ليس في ظاهره فائدة إلا بأن يكونا مختلفين في المعنى، فالتأويل -إن شاء الله-: {وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا} فإنه يرجع يوم القيامة إلى الله عز وجل فيكافئه ويثيبه بعمله. وعلى هذا التوبة الأولى: رجوع عن الشرك والمعصية، والثانية: رجوع إلى الله للجزاء والمكافأة، كقوله: {قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015