التفسير البسيط (صفحة 9531)

ترون. فمعناه: هو هذا السبق على قدر الدرجات. وقال أبو إسحاق: أي: أتصبرون على البلاء فقد عرفتم ما وُعِد الصابرون (?).

وقال صاحب النظم: ليس لقوله: {أَتَصْبِرُونَ} في الظاهر انتظام ما اتصل به من اللفظ؛ لأن فيه إضمارًا كأنه يقول: لنعلم أتصبرون أم لا. فأومأ بقوله: {أَتَصْبِرُونَ} إلى هذا الإضمار لأنه يقتضيه.

وذكر عطاء عن ابن عباس قولًا آخر في هذه الآية؛ وهو: أن الله تعالى لما ذكر أن من أرسل قبله كانوا يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، ذكر أنه جعل محمدًا -صلى الله عليه وسلم- سبب ضلالة من أنكروا نبوته بقولهم: {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ} الآية، فقال: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ} يعني: محمدًا -صلى الله عليه وسلم- {لِبَعْضٍ} يعني: المشركين {فِتْنَةً} ضلالة، ثم قال لنبيه: {أَتَصْبِرُونَ} يريد: اصبر. هذا الذي ذكرنا معنى قوله (?).

ويجوز أن يكون الاستفهام يراد به الأمر كقوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91] أي: انتهوا. كذلك هاهنا أُمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه بالصبر على ما يسمعون من المشركين (?) {وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} (?) أي: بمن يصبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015