قال مقاتل في هذه الآية: {سَمِعُوا لَهَا} من شدة غيظها عليهم (?) (تغيظا) وفي سماع الغيظ قولان؛ أحدهما: أن هذا من باب حذف المضاف، أي: صوت تغيظ، وغليان تغيظ، كالغضبان إذا غلا صدره من الغضب، وهذا قول أبي إسحاق (?). ويجوز أن يكون التغيظ بمعنى: الغضب، كقوله تعالى: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} [الملك: 8] ويجوز أن يكون بمعنى: الحمي والحرارة، كما ذكرنا في قول الأخطل.
القول الثاني: أن المعنى: رأوا لها تغيظا وسمعوا لها زفيرًا، كما قال:
متقلدًا سيفًا ورمحًا (?)
وقد تقدم لهذا نظائر (?)، وهذا قول قطرب. والزفير: آخر نهيق