وهذا كما ذكرنا (?) في قوله {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف: 30].
قال الفراء: وإنما جاز هذا لأن الاسمين قد اختلفا، فحسن رفض الأول وجعل الثاني كأنه هو المبتدأ، فحسن لاختلاف اسمي (?) (إن)، ولا يجوز: إنك إنك (?) قائم، ولا: إن أباك إنه قائم؛ لاتفاق الاسمين (?).
قال الزجاج: وليس بين البصريين خلاف في أن (إن) (?) تدخل على كل ابتداء وخبر، تقول: إن زيدًا إنه قائم (?).
فأجاز أبو إسحاق ما استقبحه الفراء ولم يجزه.
وقال صاحب النظم: لما قال {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} وما تبع ذلك (?) من الكلام وطال صارت (إن) كأنها مُلغاة لتباعدها عن خبرها (?) فأعاد (?) ذكرها عند الجواب؛ ليعلم أن الجواب متصل بالابتداء توكيدًا للشرح. قال: ويجوز أن يكون إنما وجب أن يقدم ذكر الله -عَزَّ وَجَلَّ- في مبتدأ الخبر (?) على نظم: إن الله يفصل (?) يوم القيامة بين الذين آمنوا والذين