علمت أن سيذهبون، وأن سوف يذهبون، وعلى (?) هذا قولنا: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله خففت الأولى من الثقيلة؛ لأنك جئت بالعوض وهو لا وشددت الثانية؛ لأنه الإيجاب (?).
وهذا الفصل مستقصى عند قوله: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [المائدة: 71]، ومعنى {أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} لا يكلمهم ولا يرد لهم جوابًا، كما قال في هذا المعنى: {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ} [الأعراف: 148].
وقوله تعالى: {وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} توبيخ لهم إذا عبدوا من لا يملك ضرًا من ترك عبادته، ولا ينفع من عبده، وتركوا عبادة من يملكها.
90 - قوله تعالى: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ} أي: من قبل أن يأتي موسى، وذلك أنه لما رأى ما وقعوا فيه قال لهم: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ} قال عطاء عن ابن عباس: (ضللتم به) (?). وقيل: (ابتليتم به) (?). {وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ} لا العجل {فَاتَّبِعُونِي} في عبادته {وَأَطِيعُوا أَمْرِي} ولا أمر السامري، فعصوه.
91 - وقالوا: {لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ} لن نزال مقيمين على عبادة العجل (?). {حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} فلما رجع موسى.