واحد. قال: ويدل على صحة هذا المعنى.
48 - قوله تعالى: {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى}) (?). أي: إنما يعذب الله تعالى من كذب بما جئنا به، وأعرض عنه، فأما من اتبعه فإنه يسلم من العذاب.
وقيل: هذه أرجى آية (?) في كتاب الله للمؤمنين، وذلك أن الله أوحى إليهما أن العذاب على من كذب أنبياء الله وأعرض عن الإيمان (?). و {الْعَذَابَ} هاهنا اسم الجنس وظاهر هذا موجب أن من صدق وآمن لم يكن عليه شيء من العذاب.
49 - وقوله تعالى: {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا} قال أبو إسحاق: (المعنى فأتياه فقالا له ما أخبر الله في كتابه، فقال لهما فرعون: {فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى} دليل على أنهما أتياه فقالا له) (?). وفي قوله: {فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى} وجهان أحدهما: أن المعنى فمن ربك وربه يا موسى، فغلب الخطاب؛ لأن المخاطب كان موسى دون هارون. [الثاني: أن كليهما مخاطب، ترك ذكر هارون] (?) اكتفاء بموسى ولموافقة رؤوس الآي (?). ويدل على أن المخاطب موسى دون هارون قوله تعالى: {قَالَ رَبُّنَا} ولم يقل: قالا ولو كان الخطاب لهما كان الجواب منهما.