وقال قوم: (إن هذا إنما يعني به المشركين خاصة) (?). واحتجوا بقراءة بعضهم: {وَإِن مِّنهمْ إِلَّا وَارِدُهَا} (?). وهذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء (?). ويكون على مذهب هؤلاء معنى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} نخرجهم من جملة من يدخل النار.
وقال ابن زيد: (الورود عام لكل مؤمن وكافر غير أن ورود المسلمين على الجسر، وورود الكافرين أن يدخلوها) (?). وهذا يروى عن الحسن، وقتادة أنهما قالا: (ورودها ليس دخولها) (?).
قال أبو إسحاق: (وحجتهم في ذلك قوية من جهات أحدها: أن العرب تقول: وردت ماء كذا ولم تدخله، ووردت بلد كذا إذا أشرف عليه ولم يدخله، قال: والحجة القاطعة عندي قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا} [الأنبياء: 101، 102] (?). ومن قال بالقول الأول قال في هذه الآية: (وهم عن