التفسير البسيط (صفحة 8091)

خفي الشيء يخفى، خفاء، فهو خاف، وخفي كما يقال: سامع وسميع (?). قال ابن عباس: (يريد يخفي ذلك في نفسه) (?). قال ابن جريج: (لا يريد رياء) (?).

وهذا يدل على أن المستحب في الدعاء الإخفاء. قال الحسن: (وقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء، وما يسمع لهم صوت إن كان إلا همسًا بينهم وبين ربهم، وذلك أن الله -عز وجل- يقول (?): {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف: 55] (?). وذكر الله عبدا صالحًا ورضي قوله فقال: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا} وقال الكلبي: (أخفاه وأسره عن قومه لئلا يسمعوه) (?). وهذا يقرب من قول من قال: إنما أخفى؛ لأنه خاف أن يلام على مسألته الولد عند كبر سنه فدعاء الله خفيا من قومه. وهذا القول حكاه ابن الأنباري عن الكلبي، ومقاتل بن سليمان قالا: (إنما أخفى نداءه استيحاء من أن يرى الناس شيخا كبيرا يتمنى الولد ويحب أن يرزقه) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015