فواسقًا عن قصده جوائرا
الوجه الثاني: ما ذكره الأخفش قال: (معنى {فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} نحو قول العرب: اتخم عن الطعام، أي: عن أكله، ولما رد هذا الأمر فسق) (?). ونحو هذا حكى الزجاج عن قطرب (?). قال أبو العباس: (ولا حاجة به إلى هذا, الفسوق معناه: الخروج، {فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} أي: خرج) (?).
الوجه الثالث: ما ذهب إليه سيبويه والخليل: (أن معنى {فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} أتاه الفسق لما أُمِرَ فعصى، وكان سبب فسقه أمر ربه، كما تقول: أطعمه عن جوع وكساه عن عُرِي، المعنى: كان سبب فسقه الأمر بالسجود، كما كان سبب الإطعام الجوع، وسبب الكسوة العري) (?).
قال أبو عبيد: (وهذه الكلمة -يعني الفسوق- لم أسمعها في شيء من أشعار الجاهلية ولا أحاديثها، وإنما تكلمت بها العرب بعد نزول (?) القرآن) (?). قال أهل المعاني المبرد وغيره: (هي كلمة فصيحة على ألسنة العرب) (?). وأوكد الأمور ما جاء في القرآن، ومعناه: الخروج، كما قال: فواسقا ... البيت (?).