وقوله تعالى: {فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} قال ابن عباس: (أرضا لا نبات فيها). وهو قول الكلبي وغيره (?). والزَّلق في اللغة: المكان المزلقة، ومنه قول الشاعر (?):
فمن علا زلقا عن غرة زلقا
والذي في الآية ليس من هذا؛ لأنه ليس أنها تفسير مزلقة، ولكن معناه: أنها تفسير جرداء لا نبات بها، من قولهم: زَلَقَ رأسه، وأَزْلَقه، وزَلَقه إذا حلقه، والزَّلْق: الحَلْق، والزَّلق: المحلوق، كالنَّقْض والنَّقَض فشبه الصعيد الذي لا نبات فيه بالرأس المحلوق (?). قال الفراء: (الزَّلَق التراب الذي لا نبات فيه) (?). وقال قتادة: وفي قوله: {صَعِيدًا زَلَقًا} يقول: (قد حصد ما فيها فلم يُتْرَك فيها شيءٌ) (?). وذهب ابن قتيبة إلى الإملاس فقال: (الزَّلق: الإملاس الذي تزل عليه الأقدام) (?). وهذا الذي ذكره هو الأصل، من أن المراد: ذهاب النبات لا الإملاس. والمعنى: أن هذا العذاب يهلكها ويبطل غلتها.