الأمر، والمفعول محذوف على تقدير: أبصرهم وأسمعهم، وقوله: {بِهِ} أي: بالقرآن، كأنه قيل: اجعلهم يبصرون بالقرآن غيري، وولايتي ويسمعون ذلك (?). والقول الذي عليه الناس هو الأول.
وقوله تعالى: {مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ} قال المفسرون: (أي ليس لأهل السموات والأرض من دون الله) (?). والكناية تعود إلى أهل السموات والأرض، وقد سبق ذكرهم في قوله: {غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، وهم من غيبها، أي: مما غابوا فيها. وقال عطاء عن ابن عباس: ({مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ} يريد قد عرفوا عظمتي وربوبيتي فلم يتخذوا من دوني وليًّا) (?). وعلى هذا الكناية في قوله تعود إلى المؤمنين خاصة من أهل السموات والأرض (?).
وقوله تعالى: {وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} قال أبو إسحاق: (هذا على معنيين أحدهما: أنه جرى ذكر علمه وقدرته، فأعلم أنه لا يشرك في حكمه بما يخبر به من الغيب أحدًا كما قال: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} [الجن: 26]. ويكون على معنى: أنه لا يجوز أن يحكم حاكم