أي لو عَلِقَ غيْرَكُمْ، والخطاب في هذه الآية للمشركين، قال ابن عباس: {قُلْ}: يا محمد (?)، {لَّوْ انتُمْ}: يا معشر المشركين، {تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي} يريد خزائن الرزق، {إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ} يريد إذا لبخلتم.
قال أبو إسحاق: أعلمهم الله أنهم لو ملكوا خزائن الأرزاق لأمسكوا شُحًّا وبُخْلاً، قال: وهذا جواب لقولهم: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} (?) يريد أنهم طلبوا عين ما في بلدهم ليكثر مالهم ويتسع عيشهم، فأعلمهم الله أنهم لو ملكوا الكثير لبخلوا؛ لأنهم جُبِلوا على الإمساك، والبخيل لا ينفعه كثرة المال.
وقوله تعالى: {خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} خشية منصوب على أنه مفعول له.
قال ابن عباس: خشية الفقر (?)، وقال قتادة: خشية الفاقة (?).
قال أبو عبيدة: يقال: قد أملق الرجل إملاقًا، وأنفق إنفاقًا، إذا قَلّ ماله (?).