وهذا تفسير فاسد وقول رذل، وقول مجاهد: معه، قولٌ موحش فظيع، ونص الكتاب ينادي بفساد هذا التفسير؛ وهو قوله: {يَبْعَثُكُمْ} والبعث لا يكون بمعنى الإجلاس، ومن فَسَّر البعث بالإجلاس فقد فَسَّره بضد ما وُضع له؛ لأن البعث وضع للإثارة؛ يقال: بعثت المبارك والقاعد فانبعث، هذا هو الأصل، ثم يقال: بعث الله الميت، وبعث بمعنى أرسل راجع إلى هذا، لأنه يقيمه إلى ما يرسله إليه وله، ولأن الله تعالى قال: {مَقَامًا مَحْمُودًا} ولم قل: مقعدًا، والمقام موضع القيام، يدل على هذا قوله: {مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ} [آل عمران: 97]، وهو موضع قدميه في حال قيامه، وقول الشاعر:
هذا مقام قدمي رباح (?)
وإذا فسد هذا الفساد الظاهر لم يُعتد به (?).