{ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ}، قد أومئ به إلى الإضاقة والإعسار؛ لأن معناه: رجاء صنيع الله وكفايته، وفيه إشارة إلى الإضاقة، فيكون المعنى أن تُعرض عن السائل إضاقة وإعسارًا.
وذكر الكلبي وغيره: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (كان إذا سأله فقراء أصحابه فلا يجد ما يعطيهم، أعرض عنهم حياءً منهم ويسكت، فعلمه الله كيف يصنع، فقال: {فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا} (?).
وقال الزجاج: يُروى أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سُئل وليس عنده ما يعطي أمسك انتظار الرزق يأتي من الله؛ كأنه يكره الرَّدّ، فلما نزلت هذه الآية: (كان إذا سئل ولم يكن عنده ما يعطي قال: "يرزقنا الله وإياكم من فضله") (?) (?)، فذلك قوله: {فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا}، قال ابن زيد: قولًا جميلًا، رزقك الله وبارك الله فيك (?).
وقال الكلبي: عِدْهم عِدَةً حسنة (?)، وهو قول الفراء ومجاهد (?).