وقال صاحب النظم: السبح في اللغة: التباعد، يدل عليه قوله -عز وجل-: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} [المزمل: 7] أي متباعدًا في المذهب والمدة لما تريد من قضاء حوائجك، ومعنى سَبَّحَ الله: بعّده ونزهه عما لا يليق به (?)، والتنزيه معناه: التبعيد (?)، و {سُبْحَنَ} اسم بمعنى المصدر، موضوع موضع الفعل، وكثيرًا ما تضع العربُ المصادرَ مواضع الأفعال؛ كقوله عز وجل: {فَضَرْبَ اَلرِّقَابِ} [محمد: 4] أي اضربوها، ومثله: {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ} [الزخرف: 88] أي ويقول، فعلى هذا معنى {سُبْحَنَ} أي سَبِّحوه ونَزِّهوه عن الشريك والولد و (?) ما لا يجوز في صفته، ويجوز أن يكون هذا التنزيه راجعًا إلى الله تعالى، وبذلك فسَّر ابن عباس فقال: نزّه (?) نفسه (?)، وعلى هذا يجوز أن ينتصب {سُبْحَنَ} على النداء بمعنى: يا سبحان الذي أسرى بعبده.
قال الزجاج: معناه سَيَّر عبدَه (?)، يعني محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، ومضى الكلام