قال أبو إسحاق: {أَنْكَاثًا} منصوب؛ لأنه بمعنى المصدر؛ لأن معنى: نكثت نَقَضْتُ، ومعنى نقضت: نكثت (?)، وهذا غلط منه لأن الأنكاث جمع نكث، وهو (?) اسم لا مصدر، فكيف يكون الأنكاث بمعنى المصدر، ولو كان (?) نكثًا لصح ما قال، ولكن أنكاثًا مفعول ثانٍ، كما تقول: كسره أقطاعًا، وفرقه أجزاءً على معنى جعله أقطاعًا وأجزاءً (?)، وهاهنا تم الكلام، والآية متصلة بما قبلها، والمعنى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} فتكونوا إن فعلتم كامرأة غزلت غزلًا وقَوَّتْ مِرَّتَهُ فلما اسْتَحْكَم نقضته فجعلته أنكاثًا، وهذا كلام [ابن] (?) قتيبة (?)، ثم قال: {تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ} الدَّخَلُ والدَّغَلُ: الغِش والخيانة (?)، قال الليث: ويخفف الدَّخل ويُثَقَّل (?)، قال الفراء: يعني دَغَلًا وخديعة (?).
(وقال الزجاج: أي غِشًّا وغِلاًّ، وكل ما دخله عيب قيل: هو مَدْخُول، وفيه دَخَل، قال: و {دَخَلًا} منصوب) (?)؛ لأنه مفعول له،