الزجاج (?)، قال: المعنى يصفون أن لهم مع قولهم هذا القبيح من الله الجزاء الحسن (?)، فحصل في {الْحُسْنَى} هاهنا قولان؛ الأول: على أنهم قالوا: لله البنات ولنا البنون، والثاني: على أنهم حكموا لأنفسهم بالجنة والثواب من الله إن كان محمد صادقًا (?) في البعث؛ لأنهم كانوا لا يؤمنون بالمعاد، ولعل الأقرب في تفسير الحسنى: الجنة، وفي الآية ما يدل على هذا، وهو قوله: {لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّار}، فردَّ عليهم قولَهم وأثبت لهم النار، فدلّ هذا أنهم حكموا لأنفسهم بالجنة، قال الزجاج: (لا) ردٌّ لقولهم، المعنى ليس ذلك كما وصفوا، جَرَمَ فعلُهم هذا، أي كَسَبَ النارَ (?)، فعلى هذا (أنَّ) يكون في محل النصب بوقوع الكسبِ عليه، وقال قطرب: (أنَّ) في موضع رفع، المعنى: وجب أنَّ لهم النار (?) , وقيل: لا بُدَّ ولا محالةَ أن لهم النّار، وذكرنا فيما تقدم استقصاء الكلام في هذا الحرف (?).
وقوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} أي مُتْرَكون (?) مَنْسِيُّون في النار، قاله الكلبي ومجاهد والضحاك (?).