عند جميع النحويين (?).
ووجه قول الكلبي، حيث أفرد الوحش والطير والدواب والأنعام: أن (من) لمّا (?) وصفت بالمعاش الذي الغالب عليه أن يُوصفَ الناس به، فيقال: الآدمي يتعيش، ولا يقال: الفرس يتعيش، جرت الهَوَامُ والوَحشُ -لمَّا وُصفت بوصف الناس- مجرى الناس في التسمية، ألا ترى أن علامة جمعها جعلت كعلامة جمع الناس في قوله: {ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} [النمل: 18] و {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40]، و {رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يوسف: 4] وكان وقوع (من) على غير الناس في هذا الموضع كتصيير الواو و (?) الياء لجمع (?) غير الناس حين وصفه بأوصاف الناس. هذا كلام أبي بكر، ومعنى قول أبي إسحاق (?)، وذكر الفراء أن (من) يجوز أن تكون في محل خفض على تقدير: وجعلنا لكم فيها معايش ولمن، ثم قال: وقلما تَردُّ العربُ حرفًا مخفوضًا على مخفوض قد كُنِّيَ عنه (?)، وهو جائز على قراءة من قرأ: