وروى ذلك البراء بن عازب مرفوعًا، أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال في قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} قال: "حين يقال من ربك، وما دينك، ومن نبيك؟ فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيّ محمد - صلى الله عليه وسلم -" (?)، والباء في: {بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} من صلة التثبيت، على ما بيّنا، ويجوز أن تكون من صلة آمنوا، علر، معنى: الذين آمنوا بلا إله إلا الله يثبتهم على الحق في الحياة الدنيا وفي الآخرة، قال ابن عباس: من دام على الشهادة في الدنيا يثبته الله عليها في قبره ويلقِّنه إيّاها (?)، وإنما فسّر الآخرة هاهنا بالقبر؛ لأن الميت انقطع بالموت عن أحكام الدنيا وصار (?) مجزيًا بالحسنات والسيئات فدخل في أحكام الآخرة، قاله أبو بكر بن الأنباري، وقد أشار إلى هذا المعنى أبو إسحاق؛ فقال: {فِي الْآخِرَةِ} لأن هذا بعد وفاته (?)؛ يريد هذا السؤال.
وقوله تعالى: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} يعني: لا يُلقِّن (?) المشركين