وعد الشيطان الإخلافُ، فدل ذلك على الصدق في وعد الله.
وقوله تعالى: {وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ} الوعد يقتضي مفعولًا ثانياً، وحُذف هاهنا للعلم به والتقدير: ووعدتكم أن لا جنّة ولا نار ولا حشر ولا حساب فأخلفتكم.
وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ} قال ابن عباس: يريد من حجة أحتج بها عليكم، أي: بما أظهرت لكم حجة (?)، {إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ} هذا من الاستثناء المنقطع؛ أي: لكن دعوتكم {فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} (?) قال: يريد فصدقتموني وقبلتم مقالتي، وقال أبو إسحاق: أي أغويتكم وأضللتكم فاتبعتموني (?)، {فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ} حيث أجبتموني وطاوعتموني من غير سلطان ولا برهان، قال أهل المعاني: ولَوْم النفس يصح على الإساءة كما يصح حمدها على الإحسان (?)، كما قال (?):