التفسير البسيط (صفحة 7043)

يَرَاهَا} [النو: 40] أي: لم يرها، قال ابن عباس: لا يُجِيْزُه (?).

وقال أهل المعاني: معنى {وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ}: بعد إبطاء؛ لأن العرب تقول: ما كدت أقوم؛ أي: قمت بعد إبطاء، قال تعالى: {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} [البقرة: 71] يعني: فعلوا بعد إبطاء؛ لتعذر وجودها، فعلى هذا (كاد) ليس بصلة.

وقوله: {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} جاز أن تكون صلة؛ لأنه قد قام الدليل عند وصف تكاثف الظلمة (?) على عدم الرؤية، فوضح (?) بذلك أنّ {يَكَدْ} مزيد للتوكيد، والدليل على الإساغة قوله: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ} [الحج: 20] ولا يكون الضمير (?) إلا بعد الإساغة، وأيضًا فإن قوله: {يَتَجَرَّعُهُ} يدل على أنهم أساغوا منه (?) الشيء بعد الشيء، فكيف أن يصح أن يقال بعده: لا يُسيغه، البتة.

فإن قيل: فكيف وجه ما قاله المفسرون؟

قيل: يُحْمل على وجهين؛ أحدهما: ذكره ابن الأنباري وهو أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015