التفسير البسيط (صفحة 6944)

الحق والباطل، اعتماداً على بيانه في آخر الآية، وهو قوله تعالى: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ}، وأنشد قول ذي الرمة (?):

فأضْحَتْ مَغَانِيها قِفَارًا رُسُومُها ... كأن لم سِوَى أهْلٍ من الوَهِل تؤهلُ

المعنى: كأن لم تؤهل سوى أهل من الوحش، ففرق بين لم، وتؤهل، ومعنى قوله: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً} الجفاء (?) ما جفاه الوادي، أي: رمى به، قال أبو زيد (?): يقال: جفأت الوادي الرجل، إذا صرعته، وأجفأت القدر بزبدها، إذا ألقت زبدها فيذهب جفاء. وقال الفراء (?): الجفاء الرمي والاطراح، يقال: جفا الوادي غثاه جفاءً، إذا رماه، والجفاء اسم للمجتمع منه المنضم بعضه إلى بعض، بمنزلة الغثاء والقماش (?)، قال: والجفاء مصدر يكون في مذهب اسم، وكذلك مصدر اجتمع بعضه إلى بعض مثل القماش والحطام والدقاق (?)، كما كان العطاء اسم الإعطاء، وقال الزجاج (?) في باب الوفاق: جفا الوادي يجفا جُفا أو أجفا، إذا رمى بغثائه، قال: وموضع (جفاءً) نصب على الحال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015