التفسير البسيط (صفحة 6901)

5

5 - قوله تعالى {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} قال ابن عباس (?): يريد من كذيبهم إياك بعد ما كنت عندهم الصادق الأمين، وقال جماعة من أهل التفسير (?): وإن تعجب يا محمد من عبادتهم ما لا يملك لهم نفعًا ولا ضرًّا، بعد ما رأوا من قدرة الله في خلقه الأشياء التي ذكرها، فعجبٌ قولهم {أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} قال أبو إسحاق (?): أي هذا موضع عجب أنهم أنكروا البعث، وقد بيّن لهم من خلق السموات والأرض ما يدل على أن البعث أسهل في القدرة مما قد تبينوا.

قال ابن عباس: يريد فعجب قولهم أن ضعفوا قدرتي بإنكار البعث، وتلخيصه: إن تعجب يا محمد من اتخاذهم الأوثان وتكذيبك بعد البيان، فتعجب من هذا أيضًا، فإنه موضع العجب، ومعنى قوله: {فَعَجَبٌ قَوْلُهُم} أي عندك؛ لأن الله تعالى لا يعجب من شيء (?).

قال أبو علي (?): من قرأ (?) بالاستفهام في "أإذا" و"أإنَّا" فموضع {أَإِذَا} نصب بفعل مضمر، يدل عليه قوله: {أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}، لأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015