قوله تعالى: {قَالَ أَنَا يُوسُفُ} قال ابن الأنباري (?): أظهر الاسم وترك الكناية، فلم يقل: أنا هو، تعظيمًا لما وقع به من ظلم إخوته وما عوضه الله من الظفر وبلوغ المحبّة، فكان بمعنى: أنا المظلوم المستحل منه المحرم المراد قتله، فكفى ظهور الاسم من (?) هذه المعاني ولهذا قال: وهذا أخي، وهم يعرفونه؛ لأن قصده وهذا المظلوم كظلمي، والمنعم عليه كإنعامي، وقد ذكرنا قبل هذا أن العرب إذا عظمت الشيء أعادته ولم تُكَنَّ عنه كقوله (?):
لا أَرَى المَوْتَ يسبق المَوْت شَيء
وقوله تعالى: {قَدْ مَنَّ الله عَلَيْنَا} قال ابن عباس (?): يريد بكل خير في الدنيا والآخرة، وقال آخرون (?): بالجمع بيننا بعد التفرقة، وذكرنا معنى المن عند قوله: {مَنًّا وَلَا أَذًى} [البقرة: 262].
وقوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ} قال ابن عباس (?): يريد: من يتق الله ويصبر على المصائب وعن المعاصي، قال ابن الأنباري: تلخيصه: من يراقب الله ويصبر على الأذى في ذاته، وقال مقاتل بن سليمان (?): من يَتَّقِ الزنا ويصبر على الأذى، وقال إبراهيم (?): من يتق الزنا ويصبر على