التفسير البسيط (صفحة 6837)

واختلف أهل المعاني: لِمَ سميت البضاعة القليلة الرديئة مزجاة؟ فقال أبو إسحاق (?): من قولهم: فلان يزجي العيش، أي: يدفع بالقليل ويكتفى به، والمعنى على هذا: أنا جئنا ببضاعة إنما يُدافع بها ويتقوت ليست مما يتسع به، وعلى ما ذكر يجب أن يكون التقدير ببضاعة مزجاة بها الأيام.

وقال أبو عبيد (?): إنما قيل للدراهم الرديئة مزجاة؛ لأنها مردودة مدفوعة غير مقبولة ممن ينفقها، قال: وهي من الإزجاء، والإزجاء عند العرب: السَّوْق والدَّفْع، وأنشد (?):

ليَبْكِ على مِلْحَانَ ضَيْفٌ مُدَفَعٌ ... وأرْمَلة تُزْجِي مع اللَّيلِ أرْمَلا

أي: تدفع وتسوق، وقال غيره (?) (بضاعة مزجاة) مؤخرة مدفوعة عن الإنفاق، لا ينفق (?) مثلها إلا من اضطر واحتاج إليها، لفقد غيرها مما هو أجود منها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015