وقال أبو عبيد (?): تحسست الخبر: بحثته وطلبته لأخذه، ومن هذا يقال: أحس الخبر أي: علمه ووجده، قال ابن عباس (?): يريد يبحثوا عن يوسف.
قال أبو بكر (?): يقال: تحسست عن فلان، ولا يقال: من فلان، وقيل هاهنا "من يوسف" لأنه أقيم مقام "عن"، كما قال العرب: حدثني فلان من فلان، يعنون: عن فلان، ويجوز أن "من" أوثرت للتبعيض، والمعنى: تحسسوا خبرًا من أخبار يوسف، واستعملوا بعض أخبار يوسف فأوثرت "من" لما فيها من الدلالة على التبعيض.
وقوله تعالى: {لَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ} قال الأصمعي (?): الروح الاستراحة من غم القلب، وقال أبو عمرو (?): الروح الفرج، والروح ما يجده الإنسان من نسيم الهوى فيسكن إليه.
وقيل في قوله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} الواقعة: 89، الروح: الرحمة، وقال أهل اللغة (?) ما يتركب (?) من الراء، والواو والحاء كثير، والأصل في ذلك كله الحركة والاهتزاز، فكل ما يهتز الإنسان له ويلتذ بوجوده فهو روح.