وقال يونس (?): شغفها أصاب شغافها مثل كبدها، وقال ابن السكيت (?): الشغاف هو الخلبُ، وهو جليدة لاصقة بالقلب، ومنه قيل: خلبه إذا بلغ حبه خلب قلبه، وشغفها إذا بلغ حبه شغاف قلبها، وقال الفراء (?): (شغفها حبًّا) أي: خرق شغاف قلبها، وقال ابن قتيبة (?): يقال. شغفت فلانًا، إذا أصبت شغافه، كما تقول: كبدته (?)، إذا أصابت كبده.
وقال ابن الأنباري (?): الشغاف غلاف القلب، وأنشد (?):
يَعْلَمُ اللهُ أنَّ حُبَّكِ مِنِّي ... في سَوَادِ الفُؤادِ وِسْطَ الشِّغَاف
قال: والمعنى: شغفها حبه، أي: أصاب شغافها، ثم نقل الفعل عن الفاعل [فخرج الفاعل] (?) مفسرًا نحو قولهم: طاب نفسًا، وقر عينًا، {واشتعل الرأس شيبًا}، وهذا من كلامهم للاتساع (?) في اللغة، والافتنان في اللفظ، وذلك أدل على البلاغة وأحلى في السمع، ولا يتعدى في هذا ما نطقت به العرب، لا يقال: عقل محمد جارية، على معنى عقلت جارية محمد، كما يقال: حسن محمد وجهًا، فعلى هذا (الحب) فاعل نقل عنه الفعل.