التفسير البسيط (صفحة 6686)

وقوله تعالى: {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} قال أبو إسحاق (?): جوابه محذوف، المعنى لولا أن رأى برهان ربه، لأمضى ما هم به.

وقال أبو بكر (?) تلخيصه: لولا أن رأى برهان ربه لزنا، وحذف جواب (لولا) كثير في القرآن، ومثله {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} [التكاثر: 5]، جوابه: لم تنافسوا وتفاخروا بالدنيا وهو كثير.

وقوله تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ} قال أبو إسحاق (?) أي كذلك أريناه البرهان لنصرف عنه السوء والفحشاء.

وقال صاحب النظم: هذا على التقديم والتأخير، التقدير: ولقد همت به وهم بها (كذلك) أي كما همت به، وقوله {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} معترض بينهما واتصاله بقوله: {لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ} أي أريناه البرهان لنصرف عنه ما هَمَّ به من السوء والفحشاء.

قال ابن زيد (?): السوء القبيح، والفحشاء الزنا. وقال الزجاج (?): السوء خيانة صاحبه، والفحشاء ركوب الفاحشة. وقال عطاء (?): السوء والفحشاء عبارتان عن الزنا كله باللسان والفرج واليد وجميع الفرج.

عن ابن عباس {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} أي (?) الذين أخلصوا دينهم لله، ومن فتح اللام أراد الذين أخلصهم الله من الأسواء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015