لأنه يجوز أن يعلمه من أطلعه الله عليه من نبي أو ولي، والأولى أن يقال: ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن قدر الله غالب، وأن مشيئته نافذة في المرادات.
22 - قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} قال أبو عبيدة (?): [العرب تقول: بلغ فلانٌ أشُدَّه] (?) إذا انتهى منتهاه في شبا (?) وقوته، قبل أن يأخذ في النقصان، ليس له واحد من لفظه، يستغنون بها في الواحد والجميع، قالوا: بلغ أشده وبلغوا أشدهم، وقال يونس (?): واحدها شُد، مثل قولهم: فلان ودي، والجميع أودي، وأنشد للنابغة (?):
إني كأني لَدَى النُّعْمَان حَدّثَه ... بَعْضُ الأوُدِّ حَدِيثاً غَيْرَ مَكْذُوبِ
وقد ذكرنا الكلام في الأشد مستقصى في سورة الأنعام عند قوله: {حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} (?).
وأما التفسير: فروى ابن جريج، عن مجاهد، عن ابن عباس (?): {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} قال: ثلاثًا وثلاثين سنة.