التفسير البسيط (صفحة 6522)

82

قال أبو علي (?): ويجوز في قول من نصب أن يكون الاستثناء من {وَلَا يَلْتَفِتْ} على قول من قال (ما جاءني أحد إلا زيدًا) وقد بينا هذا في قوله: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} في قراءة من قرأ: {قَلِيلًا} (?)، وإن جعلت الاستثناء من {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} لم يكن إلا النصب، ووجه التفسير في قراءة من قرأ بالنصب ما قاله المفسرون (?): أن الملائكة قالوا للوط فأسر بأهلك إلا امرأتك فلا تسر بها وخلفها مع قومها فإنَّ هواها إليهم.

وقوله تعالى: {إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ}، الكناية في قوله: {إِنَّهُ} كناية عن الشأن والأمر، تأويلها فإنَّ الأمر مصيبها ما أصابهم.

وقوله تعالى: {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ}، [أي: للعذاب. قال عامة المفسرين (?): لما قالوا للوط إن موعدهم الصبح] (?)، قال: أريد أعجل من ذلك بل الساعة يا جبريل، فقال (?) له: أليس الصبح بقريب، قالوا: فخرج لوط بأهله عند طلوع الفجر، فلما طلع الفجر احتمل جبريل مدينتهم حتى أدناها من السماء بما فيها ثم نكسوا على رءوسهم وأتبعهم الله الحجارة.

82 - فذلك قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا}. قال ابن عباس (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015