التفسير البسيط (صفحة 6503)

المستقبل، نحو: إن جاء زيد، حيث قال الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ} [الفرقان: 10].

وفيه وجه آخر وهو أن يكون قوله: {يُجَادِلُنَا} [حكاية لحال قد مضت، المعنى: لما ذهب عنه الروع أخذ يجادلنا] (?) وأقبل يجادلنا، فأضمر هذا الفعل قبل المستقبل؛ لأن (لما) تقتضيه، وفي كل كلام يخاطب به معنى (أخذ) و (أقبل) إذا أردت حكايته حال، والوجهان ذكرهما الزجاج (?) وابن الأنباري.

قال الزجاج: والوجه الثاني هو الذي أختاره، ومعنى يجادلنا: يجادل رسلنا من الملائكة في قول جميع المفسرين (?)؛ قالوا جميعًا: إن الرسل لما قالوا لإبراهيم: {إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ}، قال لهم: أرأيتم إن كان فيهم خمسون من المسلمين أتهلكونهم؟ قالوا: لا. قال: [فأربعون؟ قالوا: لا. قال:] (?) فثلاثون؟ قالوا: لا. فما زال ينقص، فيقولون: لا، حتى قال: فواحد؟ قالوا: لا، فاحتج عليهم بلوط وقال: إن فيها لوطًا؛ فقالوا: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ}، وهذا معنى جدال إبراهيم في قوم لوط.

وقال أهل المعاني (?): معنى (يجادلنا) يسألنا ويكلمنا فيهم ويراجعنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015