نصب على هذا الوجه بأنه ظرف عمل فيه المعنى (?)، وهذا الوجه الذي ذكره أبو علي وجه آخر في التفسير سوى ما ذكرنا عن ابن عباس والضحاك.
وقوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}، قال ابن عباس (?): يريد غفور لأصحاب السفينة رحيم بهم، قال أهل المعاني: اتصال هذا بما قبله اتصال المعنى بما يشاكله؛ لأنه لما ذكرت النجاة بالركوب في السفينة، ذكرت النعمة بالمغفرة والرحمة لتجتلب بالطاعة (?) كما اجتلبت النجاة.
42 - قوله تعالى: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ} [هود: 42] أي الفلك {فِي مَوْجٍ} جمع موجة، وهي قطعة عظيمة ترتفع عن جملة الماء الكثير، وأعظم ما يكون ذلك إذا اشتدت (?) الريح وماج البحر، وتموج: إذا اضطربت أمواجه وتحركت، {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ}، قال محمد بن إسحاق (?): كان كافرًا واسمه يام، وقال الكلبي ومقاتل (?): اسمه كنعان.
{وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ}، قال أبو إسحاق (?) وابن الأنباري: أي من دين نوح؛ لأنه كان كافرًا مخالفاً عن نوح، خارجا عن (?) جمعه أهل دينه، قالا: ويجوز أن يكون في معزل من السفينة، قال أبو بكر: وهذا أشبه