التفسير البسيط (صفحة 6421)

وجاء به من عند نفسه، والهاء تعود إلى الوحي الذي أتاهم به.

وقوله تعالى: {فَعَلَيَّ إِجْرَامِي}، الإجرام: اقتراف السيئة واكتسابها. قال الزجاج (?): ويقال جرم في معنى أجرم، ورجل مجرم وجارم، وهذا من باب حذف المضاف؛ لأن المعنى فعليّ إثم إجرامي أو عقوبة إجرامي. قاله أبو علي (?) وغيره.

وقال أهل المعاني (?): في الآية محذوف دل عليه الكلام، وهو أن المعنى إن كنت افتريته فعلي عقاب إجرامي، وإن كانت الأخرى فعليكم عقاب تكذيبي، فحذف ما حذف لدلالة الباقي عليه، كقوله: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ} [الزمر: 9]، ولم يذكر المشبه به.

وقوله تعالى: {وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ} أي: من الكفر والتكذيب، والمعنى: أنه ليس علي من إجرامكم عائدُ ضرر، وإنما عائد الضرر عليكم، فاعملوا على تذكر هذا المعنى، وأكثر المفسرين (?) على أن هذا من محاورة نوح قومه. وقال مقاتل (?): {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} يعني (?) محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، يقول المشركون: افترى القرآن، وهذه الآية معترضة بين قصة نوح عليه السلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015