التفسير البسيط (صفحة 6388)

[وأضدادهم الذين لا يعملون] (?)، فاكتفى من الجواب بما تأخر من القول إذ كان فيه دليل عليه.

وقال ابن قتيبة (?): هذا كلام مردود على ما قبله، محذوف منه الجواب للاختصار، وذلك أن الله تعالى ذكر قبل هذا الكلام قومًا ركنوا إلى الدنيا، ورضوا بها عوضًا من الآخرة فقال (?): {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [هود: 15] الآية. ثم قايس بين هؤلاء وبين النبي - صلى الله عليه وسلم -، وصحابته فقال: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} [هود: 17] كهذا الذي يريد الحياة الدنيا وزينتها، فاكتفى من الجواب بما تقدم، إذ كان فيه دليل عليه، وفي ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر لأصحابه ولمن آمن واتبعه، ألا ترى أنه قال {أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ}، قال ابن عباس (?) في رواية عطاء: يريد الذين صدقوا النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل الكتاب، فمن قال بهذا القول قال: يعني أصحاب موسى وعيسى من كان منهم على الطريقة المثلى، واستقام على المنهاج، آمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم -.

وقال عبد الله بن مسلم (?): يعني أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -.

قال ابن الأنباري (?) قوله: {أُولَئِكَ} هو إشارة إلى أهل الحق والمتمسكين بالصواب من أمم موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام، وذلك أنه عز وعلا لما وصف محمدًا بما فضله به؛ من تمسكه بالهدى،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015