أحدهما: أن هذه الآية نزلت في قوم كانوا لشدة عداوتهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -[وبعدهم عن الحق إذا سمعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]، (?) يقرأ القرآن حنوا صدورهم، ونكسوا رؤوسهم، وتغشوا ثيابهم ليبعد عنهم صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يدخل أسماعهم شيء من القرآن (?)، فنعى الله عليهم هذا القبيح من فعلهم، وأعلم أنه يعرف معتقداتهم، ولا يخفى عليه مخبآتهم، ومن كان علمه بهم هذا العلم كان حقيقًا أن تتقى سطواته، وهذا معنى قول مقاتل (?) وقتادة: كانوا ينكسون رؤوسهم على صدورهم كراهية لاستماع القرآن.
وقال قتادة (?): يحنون صدورهم لكيلا يسمعوا كتاب الله -عز وجل- ولا ذكره.
قال ابن الأنباري: فالهاء في هذا القول عائدة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعلى القول الأول احتمل أمرين.
القول الثاني -وهو قول عبد الله بن شداد (?) - قال: نزلت في بعض المنافقين، كان إذا مرَّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثنى صدره وظهره، وطأطأ رأسه، وغطى وجهه لئلا يراه النبي - صلى الله عليه وسلم - (?)، وهذا القول هو الأليق بظاهر اللفظ،