وقال الكسائي (?) في قوله {أَلَّا تَعْبُدُوا}: التقدير فيه (بأن لا تعبدوا) و (بأن استغفروا)، وعلى هذا الجار يتعلق بالنكرة الموصوفة وهي قوله {كِتَابٌ} كأنه قيل كتاب بهذا، وما بعد قوله {كِتَابٌ} إلى قوله {أَلَّا تَعْبُدُوا} من صفة النكرة، ويعود التأويل إلى ما قاله الفراء (?): كتاب فصلت آياته بأن لا تعبدوا، وبأن استغفروا ثم ألقى الخافض (?).
وقوله تعالى: {ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ}، قال أهل المعاني (?): إنما رتبت التوبة بعد الاستغفار؛ لأن المعنى اطلبوا المغفرة تم توصلوا إلى مطلوبكم بالتوبة (?)، فالمغفرة أول في الطلب وآخر في السبب، وقيل: المعنى استغفروا ربكم من ذنوبكم السالفة، ثم توبوا من المستأنفة متى وقعت منكم المعصية. وحكي عن الفراء (?) أنه قال: {ثُمَّ} هاهنا بمعنى الواو، ومعناه: وتوبوا إليه.
وقوله تعالى: {يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}، قال ابن عباس (?):