عناد الحق وتركوا الإيمان، فهؤلاء لا تغني عنهم الآيات؛ لأنهم لا يستدلون بها، ولا النذر؛ لأنهم لا ينتفعون بإنذارهم ووعظهم (?).
102 - قوله تعالى: {فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ} الآية، ذكرنا في سورة البقرة والأنعام معنى هذا الاستفهام عند قوله: {فَهَلْ يَنْظِرُونَ}، [البقرة: 210]، [الأنعام: 158]، وقوله تعالى: {إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ} يعني: إلا أيامًا مثل أيام الأمم الماضية المكذبة في وقوع العذاب والحسرة [حين لا تنفع الندامة، ولا يحتاج إلى ذكر العذاب والحسرة] (?)؛ لأن أيام تلك الأمم في وقوع العذاب بهم معروفة مشهورة، وقال أكثر المفسرين: إلا مثل وقائع الله تعالى فيمن سلف قبلهم من الكفار، مثل قوم نوح وعاد وثمود (?)، وروى الحراني، عن ابن السكيت: العرب تقول: الأيام، في معنى الوقائع، يقال هو عالم بأيام العرب، يريد: وقائعها، وأنشد:
وقائع في مُضَر تسعة ... وفي وائل كانت العاشرة (?)
فقال: تسعة، وكان ينبغي أن يقول: تسع، ولكنه ذهب إلى